في وقت مُبكّر من عام 2017، وأثناء عمليات ترميم لبرج بيريللي في ميلانو (1958، المعمار: جيو بونتي)، لاحظ عُمال البناء وجود زوج من صقور الشاهين في سطح المبنى، وبعد إخبار المعنيين، سارعوا لبناء عش إصطناعي لهما، وتثبيث كاميرة مراقبة. ورغم كبرياء هذا الكائن، إلا أنه تقبل الهدية برحابة صدر، ربما لعلمه بأن بيريللي كان البرج الأعلى في إيطاليا بـ (123م) منذ الإنتهاء منه وحتى منتصف الثمانينات، ولطالما مثّل رمزاً شامخاً لإنتعاشة البلد الإقتصادية بعد الحرب العالمية الثانية.
كان الشاهين أحد الانواع المهددة بالإنقراض بعد منتصف القرن الماضي، إذ أن كثرة إستعمال مبيدات الآفات (وخصوصا DDT)، أدت الى نقص في نسبة الكالسيوم لديه، وبالتالي هشاشة لبيوضه، مما يجعلها أكثر عرضة للكسر. ورغم إستيطانه لسلاسل الجبال وأودية الأنهار، إلا أن أعداده تزايدت في المدن، بين قمم الابراج، وسطوح الكاتدرائيات، خصوصاً بعد حظر المبيدات العضوية لاحقا.
وبدا أسرع كائن على وجه الارض (385 كم\س في لحظة الإنقضاض) مرتاحاً في البٌرج، وراقبت الكاميرات تحرك هذين الزوجين ورقصاتهم، وتناقلت وكالات الإنباء المحلية أخبار الهجرات الدورية، ومن ثم عندما وضعت انثاه بيضتين، تم الأحتفاء بالمولودين الذين فقسا في قمة البرج، واطلق عليهما إسمي: جيو وجوليا، تيمناً بإسم معمار البرج جيو بونتي، وزوجته السيدة جوليا بونتي.
رٌبما هناك نظرة مسبقة عن المدن – أو المناطق الحضرية عموماً – بكونها كل ما يناقض الطبيعة: أقاليم من الإسفلت والكونكريت، مع بعض المساحات الطبيعية المعلّبة، حيث لا توجد حياة برية. إلا أن الواقع عكس ذلك، وربما سيتجه مستقبلاً الى المزيد من عمليات ذوبان الحدود بين العالمين. إذ إن في العقود الاخيرة، بدأت تعلو أصوات ومطالبات لعلماء بيولوجيا، جغرافيين، بستانيين، ناشطين بيئيين، وحتى معماريين، منسقي فضاءات مفتوحة، ومخططي مدن، تقترح إعادة إنفتاح المدن على الطبيعة ككل، وإعادة النظر بطرق التعامل مع الحيونات وبقية الكائنات، متبنية أسباب تدعو الى، أولاً: تبني أخلاقيات جديدة في التعاون مع الحيوانات. وثانياً: ضرورة الحذر بشأن التنوّع الحيوي (Biodiversity) في الكوكب. وعليه، فإن إصلاح الامور لا يقتصر على مجرد تعليب المساحات الخضراء وزيادة التشجير، بل لتشمل: إمكانيات للزراعة الحضرية، وإستقطاع جزء من المناطق أو الممرات الحضرية، وإعادت منحها للحياة البرية، والقصد هنا ليس الحيوانات المُفترسة بالطبع، وإنما ما هو ممكن بشكل عام.
فبالنسبة لواضعي السياسات الحضرية، وغالبية المطورين، فإن الارض الفارغة (تسمية غير صحيحة طبعاً) هي مورد غير مستغل، بإمكانها إكتساب قيمة مضافة عندما يستخدمها الإنسان، سواء للزراعة، أو للتطوير، لتكون للسكن، العمل، الترفيه، والخ. وحتى مفهوم العمران من وجهة النظر الماركسية، فهو مجرد مراعاة لشريحة أكبر من البشر، في منحهم الحق العام في السكن، التواجد والتحرك. ويسعى لفرض نوع من المساواة في تقاسم الموارد، ولكنه يستثني الكائنات الاخرى. أي، إنه إختلاف بالدرجة، لا بالنوع.
بينما بالنسبة لمملكة الحيوان، فلا وجود لحدود مشابهة لتصوراتنا، عما هو حضري\ريفي، داخل\خارج، وغيرها من المسميات. والدليل الأخير، هو ما شاهدناه من إعادة ظهور الكثير من الحيوانات البرية في المدن، بمجرد أن تبادلنا الأدوار، وعشنا في أقفاصنا الكونكريتية، خاضعين لإجراءات الحجر الصحي من كوفيد-19. شاهدنا – في الأخبار، على الاقل -: تجوّل الأيائل في الشوارع والساحات، الأرانب في المتنزهات، عودة الدلافين الى بعض القنوات المائية، إقتراب القطط البرية، الدُببة، الذئاب والثعالب من المناطق الحضرية، إزدياد في حركة الطيور، وغيرها الكثير.
الحقيقة إننا نعيش بما يسمى موجة الإنقراض السادسة في التاريخ، وفي المئة عام الاخيرة لوحدها، فقد الكوكب ما يُقارب 60% من كتلة الكائنات البرية (إنخفاض بالأعداد)، مقابل إزدياد بأعداد الحيوانات التي ”نستخدمها“ كبشر. تٌشير التقديرات الى وجود 40 ألف اسد فقط، مقابل 600 مليون قطة منزلية. 900 ألف جاموس أفريقي، مقابل 1.5 مليار بقرة. 50 مليون بطريق، مقابل 20 مليار دجاجة. وفي عام 1980 كان هناك بحدود 2 مليار طائر في اوروبا وحدها، ورغم حملات التوعية البيئية إلا أن العدد تقلص الى 1.6 مليار في 2009. وفي منطقتنا لا يتجاوز عدد المها العربية – بين البرية والأسر – على 9 الاف فقط (التي تغزل بها الشاعر علي بن الجهم: عيون المها بين الرصافةِ والجسرِ…). بإختصار، فإن 90% من كتلة الكائنات الثقيلة نسبياً هي مجموع البشر مع الكائنات التي نستأنسها.
ما هو خطر بهذا الشأن، أن موجات الإنقراض السابقة (آخرها قبل 65 مليون سنة مضت!) حدثت بفعل دورات الطبيعة ومُتغيراتها، لكن الموجة الحالية ناتجة بشكل كبير من التأثير المباشر للإنسان، وبمدة زمنية أسرع من قابليات الكائنات على التكيٌف أو التطور في أحيان كثيرة.
نعم، هناك إستجابات قصيرة الأمد من بعض الحيوانات، يطرحها عالم الاحياء الهولندي (Menno Schilthuizen) في كتابه (Darwin Comes to Town)، تُشير الدراسات والملاحظات على وجود عدة أنماط من التغير في السلوك وطبيعة الحياة لعدد من الكائنات البرية التي أنتقلت للعيش في مناطق حضرية. بعضها مجرد تكيف، والاخرى إصطفاء لأفراد النوع الذي إستطاع الصمود، وبالتالي نشر جيناته. فالغربان ترمي البندق على الطريق العام، وتعود لالتقاطه مكسراً جاهزاً بعد أن تدهسه السيارات المارّة. أنواع من الطيور تلتقط بقايا السجائر وتضعها حول عشها لفوائد النيكوتين بإبعاد بعض أنواع الحشرات عن صغارها. وأنواع اخرى تغير موعد الغناء الى وقت مبكراً أكثر من المُعتاد، ليسبق حركة السيارات وضوضاءها، أو الغناء بحدة صوتية أعلى للتغلب على الضجيج. سحالي الأنول في مدن بورتوريكو تمتلك أطراف أطول وجلد مختلف، يُمكّنها من المشي بمقدرة أكبر فوق سطوح المدينة الملساء، مقارنة بنفس النوع ممن يعيش في الغابة ويمشي على أوراق وجذوع الأشجار، ويكشف الحمض النووي لفئران بعض المدن تكيفاً مختلفا لهضم بقايا الوجبات السريعة عالية الدهون، لأنه غذائها الشائع في تلك البيئة. وعناكب الطرق السريعة تنسج بأربعة أضعاف الكثافة بسبب الإضاءة الصناعية، مقارنة بنفس النوع الذي يستوطن ظلام الغابات، وغيرها الكثير من الأمثلة.
ولكن كل هذه الأصناف بالمجمل لا تُشكّل سوى نسبة صغيرة جداً من حجم الحياة البرية، ومن المهم أن نُدرك أن الجانب الآخر للتطور السريع للغاية هو الكثير من الموت، فالأنواع التي نراها تتطور ليست سوى فئة قليلة مقابل أنواع اخرى لا نراها، لأنها إختفت ببساطة.
يتمثل التأثير المباشر للإنسان في موجة الإنقراض السادسة بكل من: أزمة المناخ وتداعياتها (وقود احفوري، مصانع، استهلاك الطاقة، الخ)، توسّع رقعة العمران بإلتهام الطبيعة المحيطة به، إستنزاف الموارد الطبيعية بسبب الزيادة الإنفجارية في عدد البشر، تقلّص الغطاء النباتي في الغابات، مقابل تحولها الى أراضي زراعية (أو مُعمّرة)، وما يُخلفه من ضوضاء وتلوث وغيره.
ورغم أن مساحة المناطق الحضرية بحدود 3% فقط من سطح الكوكب، إلا أنها موطن لنصف البشرية (بحدود 4 مليار)، وتشير تقديرات الامم المتحدة إن 70% من البشر سيعيشون في مناطق حضرية بحلول عام 2050، (هي الان بحدود 89% في قارة آسيا)، أي 6.3 مليار من تعداد متوقع لأن يصل الى 9 مليار وقتها (ما لم يظهر وباء أكثر فتكاً، حرب عالمية، نيزك، الخ). ستتم تلك التوسعات بالطبع على زيادة رُقعة العمران، وحاجة أكثر للموارد والزراعة، وبالتالي سيجري على حساب الحياة البرية، بتقليل مساحاتها والموارد المتاحة للكائنات فيها. ومن ثم خطر أكبر على التنوع الحيوي وإتزان السلاسل الغذائية بين الكائنات.
أمّا من ناحية الأخلاقيات الجديدة في التعامل مع بقية الكائنات، فالإطروحات تقترح إعادة النظر بعلاقتنا مع وضع الكوكب من منظور أوسع، لا يقتصر على المنظور الكلاسيكي لمصلحتنا كبشر فقط، وإنما بمفهوم يستمر بالتفكير بمصلحة البشر، لكن بشكل تكاملي مع بقية الكائنات، بتوجه أقل أنثروبوسنترك (Anthopocentric)، أي، أقل مركزية للانسان.
كان المنظور الكلاسيكي في وضع الإنسان وأهميته كأولوية ومركز للاشياء قد تبلور منذ عصر النهضة، بحركة الانسانية (Humanistic movement)، وهو ما أعاد بناء ثقة الإنسان بنفسه، في مواجهة قيم التقاليد البالية والخرافة المتراكمة التي وصلت أوجها في العصور المظلمة (واضح لماذا سُمّيت بهذا الإسم)، وبهذا التوجه بُنيت الفلسفات حول الإنسان (بإنتقالة تاريخية مهمة)، جاعلة من وجوده وحياته مركزاً لكل المفاهيم. ولكن بمرور السنين، نُفخ هذا الكائن نفسه بشكل مبالغ فيه، ولم يصبح سيداً للكوكب فقط، بل سيداً قاسياً وجشعاً. حوّل الكوكب الى مجرد مسرح لحياته، أو كواليس لصنع وطبخ ما يريده تناوله وإرتدائه والقيام بما تشتهيه أهواءه، على حساب حياة الكائنات الاخرى وأماكن تواجدها.
تستند اُسس الأخلاقيات المقترحة على أدلة علمية ومنطقية، من حيث كون الحيوانات – كما أثبت العلم – تمتلك إحساس بالألم، الفقد، وإدراك للذات ووعي لمستوى معين. وبالتالي تستنج ضرورة إعادة نوع العلاقة لمستوى متوازن. وفي كتابه (Only For Them: A Manifesto for Animality through Philosophy and Politics)، يبني الفيلسوف الشاب ليوناردو كافو بعض الحجج المنطقية التي أراها موفقة لحد ما: ”البشر يملكون لغة؟ الفهد أسرع. نمتلك مهارات وتفكير؟ ماذا عن المجانين؟ الاطفال؟ قد يتفوق عليهم شمبانزي أو بابون، فهل يجوز معاملتهم كالحيوانات؟، الخ“ وقد تذهب تلك الدعوات الى أماكن مُتطرفة (أو على الاقل بالنسبة لي)، تدعو لتبني نظام غذائي نباتي، وبالتالي لا أتبنّاها جميعها، لكني – ربما لتحفظي – الاقيها في منتصف الطريق، فيما يخص الإعتبار المكاني لبيئة الكائنات المختلفة، وإمكانية إعادة أو منح ما يمكن منحه داخل مشهد الحياة الحضرية، للأسباب التي سبق ذكرها، الأخلاقية، والعلمية بما يخص التوازن الحيوي.
غير متناسين طبعا إن التنوّع الحيوي في البيئة المحيطة بنا يُغني التجربة اليومية ويحسن الحالة النفسية، بإعتبار الطبيعة كأحد أفضل مضادات الإكتئاب. وأحتفظ بذاكرتي بمشاهد طفولية مثيرة، عن قنافذ تنتقل بين حدائق البيوت، بُوَم تُحلّق في الليل، إبن اوى ينتقّل عبر الطرقات، حلزون يزحف فوق الأغصان، ضفادع قرب السواقي، ومشاهد أخرى مثيرة لم تعد مألوفة، ستُحرم منها الأجيال القادمة.
بلغة العمارة والعمران، فإن تلك الاطروحات تدفع لأقتراح سياسات جديدة تخص المناطق الحضرية، تقوم على الشمولية بحمايتها للمبادئ والقيم، تحافظ على مستقبل الكوكب بأسره ونظامه البيئي، مبنية على وجهة نظر أخلاقية غير بشرية التمركز. سياسات تُعيد منح بعض الأراضي للحياة البرية، كممرات، واحات أو محميات ضمن المناطق الحضرية، أو توسعاتها من دون طرد ”سكانها الاصليين“. وفق خطط واضحة ومدروسة للأنواع المتوافقة مع النظم البيئية المحلية، وتعيد التفكير حتى بطرق التصميم المعماري وأضافة ضوابط بهذا الشأن، كدراسة الضوضاء وتأثيرها، أوقات ودرجات الإنارة في المدينة، أو إعادة التفكير بالواجهات المعدنية والدفع نحو مواد أكثر إنفتاحا وصداقة لبقية الكائنات. فعلى سبي المثال، في كندا وحدها يموت بحدود 25 مليون طائر سنوياً، نتيجة الإصطدام بالمباني العالية ذات الواجهات الزجاجية، وأصدرت بلدية تورنتو عام 2008 دليلاً عملياً للإعتبارات اللازم الاخذ بها لتجنب هذه المآسي، من حيث درجة الشفافية، طرق التظليل اللازمة، زوايا الميلان، وغيرها.
بعض الاقسام المعمارية (من ضمنها البوليتكنيك في ميلانو) بدأ بطرح مساقات تدريس ضمن مادة التصميم الحضري والمعماري بعناوين تخص الحياة البرية وإمكاناتها في المدن. حيث يُحلّل طلبة الفصل في الورش المناطق والأقاليم ذات قابليات الإنفتاح، وتُدرس الإمكانات والأنواع التي يمكن أعادتها فيها، مع مقترحات حضرية ومعمارية حيثما أمكن. بإعتبار المناطق الحضرية لطالما كانت المختبر الأول لفحص الطروحات الجديدة، فيما يخص العيش المشترك وتجريب الأخلاقيات الجديدة، كما هي للأسف أماكن تواجد التفاوتات والظلم والجرائم المرتبطة بالجنس البشري في أكثر أشكالها تطرفاً.
أحد المقترحات الراديكالية بهذا الشأن كان ما قدمه كل من المعماريين أندريا برانزي وستيفانو بويري في 2008 في ”باريس الكبيرة“، بمسابقة طرحها الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، وحمل مقترحهم إعادة منح العديد من الممرات والمناطق الحضرية الى الحيوانات البرية، وإطلاق 50 ألف بقرة و30 ألف قرد، في أنحاء مُتفرقة من باريس. مُستلهمين من التجربة الهندية بهذا الشأن، رغم الإختلاف الكبير بين الثقافتين، وما تحمله الحيوانات في الهند من قيمة مقدسة، مبنية على فلسفات تعود للديانة الجاينية القديمة، التي تحمل مبدأ اللاعنف تجاه جميع الكائنات الحية، والتي توارثت ورسّخت مشهد الحياة اليومية المليئ بالألوان والحيوانات.
رُبما المقترحات الراديكالية ليست مناسبة في العديد من قراراتها، لكن ما تفعله إنها تمنح رؤية تزعزع القناعات الراسخة والصورة الراكدة، وتقترح آفاق يُمكن أخذ البعض منها بنظر الإعتبار، فمنظر السيارات كان هو الطاغي في مراكز المدن لحد عقدين مضت من الزمن، والان عددها بتناقص مستمر، ومن يدري ربما يعود مشهد بعض الحيوانات مألوفا أيضاً، وتتحول متروبولس الغد الى نوعا من الـ زوبولس (ZooPolis).
إني وإن كنت قد إستندت هنا في الأرقام والإحصائيات لعوالم وبيئات تختلف عما نملكه، ولكن السبب هو لعدم توصلي لاحصائيات تصف هذه المشكلة (والقضية) بما يخُص مدننا، لا أظن بإنه سوء بحث مني، بل على الأرجح هو قلة توفر هذه البيانات أصلا. وأرى من الضروري أن تؤخذ هذه القضية بنظر الإعتبار في ورشاتنا الاكاديمية، المعمارية والحضرية، وتُجمع فيها البيانات اللازمة، تُدرس الضوابط المطلوبة، وتقدم المقترحات المناسبة، لتكون تصوراتنا – على الاقل – قد سبقت واقعنا بهذا الشأن.
في رائعة السويدية سلمى لاغريغوف، يُعاقب الصبي المؤذي للحيوانات نيلز، بأن يتحول لقزم، يسمع لُغتهم ويجوب معهم في موسم الهجرة، ليشاركهم مأواهم ومعاناتهم. وعليه، إن لم تكُن التفاتتنا نحو حاجات بقية الكائنات مدفوعة بضمير يتبنى مفاهيم أخلاقية جديدة، أو خوفاً من إنهيار في النظام الحيوي للكوكب، فلتكن على الأقل، تحاشياً لمصير مُشابه من مصير نيلز: أن نتحول لأقزام نتشبث برقبة بطّة، هرباً من مخالب الثعلب ريكس..
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه المجلة