أعلنت جائزة تميّز عن اختيار المعماري المصري المخطط الحضري، و البروفسور الدكتور عبد الحليم إبراهيم عبد الحليم لجائزة تميُّز للإنجاز المعماري مدى الحياة.
أطلقت جائزة تميّز للإنجاز المعماري مدى الحياة كجزء من برنامج جائزة تميز المعمارية، تهدف هذه الجائزة التي تعد الاولى من نوعها في الشرق الأوسط الى تكريم رواد العمارة الذين اثروا بتصاميمهم وافكاهم الرائدة منجز العمارة العربية والشرق اوسطية. تحتفي جائزة الإنجاز مدى الحياة بإنجازات الأفراد الذين قدموا اسهامات مهمة تجاه الإنسانية و تقدم العمارة والبيئة المبنية في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا. كما و تُميز الجائزة ايضاً أولئك الذين كانت، و لا زالت، التزاماتهم تجاه العمارة هي التزامات فريدة، وتكون المساهمة الفعالة في تحقيق منجز العمارة هي المعيار الوحيد لاختيار هذه الشخصية.
الدكتورعبد الحليم ابراهيم عبد الحليم، المولود في شهر ايلول لسنة ١٩٤١، هو بروفسور في التصميم المعماري و نظريات العمارة في جامعة القاهرة في مصر، و هو كذلك مؤسس جماعة تصميم المجتمعات (سي دي سي- عبد الحليم)، و هي شركة استشارية خاصة، تعمل في مجال التطوير و التخطيط العمراني، أُسست في سنة ١٩٧٨. حصل الدكتور عبد الحليم على شهادة الدكتوراه في العمارة من جامعة كاليفورنيا في بيركيلي سنة ١٩٧٨، و شهادة الماجستير في العمارة من جامعة أوريغون سنة ١٩٦٨، و شهادة دبلوم دراسات عليا في تكنولوجيا الإسكان و البناء من جامعة القاهرة سنة ١٩٦٧، و شهادة البكالوريوس في العمارة من جامعة القاهرة كذلك، سنة ١٩٦٣.
عمل الدكتور عبد الحليم على مدى السنوات الأربعين المنصرمة على مجموعة كبيرة من المشاريع التي تتصف بالصعوبة، و تعاون مع بعضٍ من اكثر المعمارين شهرة عالمياً. ساهمت اعماله في توسيع قطاعات التنمية و الإدارة السكنية و المؤسساتية والمجتمعية و الحضرية. و يمكن رؤية اعماله حول العالم، و خاصة في دول الشرق الأوسط و شمال افريقيا و دول أخرى مثل المملكة المتحدة و الولايات المتحدة الامريكية، و اسبانيا، و نيجيريا، و ماليزيا، و اريتيريا، و الفلبين، و اوزباكستان.
من اعمال الدكتور عبد الحليم المشاريع التالية: السفارات و القناصل لجهورية مصر العربية في الكويت (٢٠١٦) و الأردن (٢٠٠٥) و اوزباكستان (٢٠٠٥) و المملكة العربية السعودية (١٩٩٨)؛ قصر الحمد في البحرين (١٩٩٣)؛ كنيسة بروكنجز (A.M.E) في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الامريكية (١٩٧٩)؛ حلوان الجديدة في مصر (١٩٨٠)؛ المركز الثقافي-الفني لمجتمع الريبيرتوري الأسود في كاليفورنيا، الولايات المتحدة الامريكية (١٩٨٢)؛ مدينة درعية في المملكة العربية السعودية (١٩٩٨)؛ تطوير الحرم الجامعي الجديد للجامعة الامريكية في القاهرة، مصر (١٩٩٩)؛ الحرم الجامعي الخاص بالطالبات في جامعة الملك سعود في الرياض، المملكة العربية السعودية (٢٠٠٢)؛ جامعة ظفار في سلطنة عمان (٢٠٠٥)؛ إعادة تطوير الساحل الاسباني في الاندلس (١٩٧٥)؛ حديقة الطفل الثقافية في القاهرة، مصر (١٩٨٣)، و الذي حصل من خلاله على جائزة اغا خان في العمارة. كل ذلك، اضافة لمشاريع أخرى كثيرة.
خلال مسيرته المهنية التي امتدت لعقود، طور الدكتور عبد الحليم معرفة جيدة في العمل مع التصاميم و المواد و الأنظمة التقليدية. عُرفت شركة “سي دي سي – عبد الحليم”، تحت اشراف الدكتور، بتبنيها لمثل هذه المناهج و بوعيها و معرفتها بالخلفية التاريخية و الثقافية لكل مشروع. يقول الدكتور عبد الحليم: “تُضمِن الشعائر تكوين الفكرة الأسطورية الأساسية في شكلها، ثم تعيد تقديم محتوى الأسطورة بطريقتها الخاصة”. من خلال فلسفة الدكتور عبد الحليم المتفردة، أصبحت شركة “سي دي سي عبد الحليم” ليس مجرد شركة، انما مدرسة فكرية عمرانية.
في محاولة لدمج المجتمعات المحلية مع الفن المعماري، كان الدكتور عبد الحليم حريصاً في مشاريع متعددة على ربط المجتمعات المحلية بعملية البناء واستخدام مواد بناء محلية، و بهذا رفع حس المجتمع بمفهوم المكان. يمكننا ان نلتمس ذلك في مشاريعه مثل مشروع حديقة الطفل الثقافية في القاهرة (١٩٨٣). صُمم و بُني المشروع بمشاركة مجتمعية مذهلة و باستخدام مواد و يد عاملة و تقنيات محلية. و هو مستوحى من النظم العمرانية و الهندسية لمسجد ابن طولون.
بالإضافة لأعماله العمرانية، فأن الدكتور عبد الحليم درَّس في اقسام الهندسة المعمارية لمؤسسات اكاديمية مختلفة، منها معهد ماساتشوستس التكنولوجي في الولايات المتحدة الامريكية (١٩٨٧) و جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الامريكية (١٩٧٢-١٩٧٨) و جامعة فيرجينيا في الولايات المتحدة الامريكية (١٩٧٢) و جامعة أسيوط في مصر (١٩٦٣-١٩٦٥)، و مؤسسات كثيرة أخرى. و منذ سنة ١٩٨٠ يدرس الدكتور عبد الحليم في منصبه الدائم كبروفسور متفرغ في التصميم العمراني و النظريات العمرانية في جامعة القاهرة.
اُستُقبلت اعمال و إضافات الدكتور عبد الحليم في البيئة الحضرية بشكل جيد. فبعد تكريمه بجائزة الاغا خان في العمارة سنة ١٩٩٢ لمشروع حديقة الطفل الثقافية في القاهرة، كُرم الدكتور عبد الحليم بالجوائز التالية:
● جائزة المدن العربية، ١٩٩٣
● جائزة النقابة المصرية للتميز في العمارة، ١٩٩٩
● جائزة الدولة للأبداع في الفن و العمارة، ١٩٩٩
● جائزة السلطان قابوس في العمارة، ٢٠٠٢
● جائزة الدولة التقديرية للأبداع في الفن و العمارة، ٢٠١٨
قال احمد الملاك، مؤسس جائزة تميُّز و الأكاديمي في جامعة كوفنتري: “يسعدنا الاحتفاء بمنجز للدكتور عبد الحليم إبراهيم عبد الحليم، و الذي اظهر من خلال مسيرته و لاكثر من اربعه عقود التزاماً تجاه المجتمعات التي كان يصمم لها، و ذلك من خلال فهم ثقافتها و سلوكها و شعائرها و ربطها بعملية تصميم تشاركية. هو معمار و أكاديمي، و قبل كل شيء، معلم لأجيال من المعماريين المصريين الشباب في الجامعة و المكتب الذي خرج شباب و شابات يسهمون الان مع معلمهم بتشكيل مجتمع العمارة المصرية و مستقبلها.”
قُدمت جائزة تميُّز للإنجاز المعماري مدى الحياة سابقاً للمعماريين العراقيين المميزين بمنجزهم المعماري و الفكري و هم: الدكتور محمد مكية (٢٠١٤)، الدكتور رفعة الجادرجي (٢٠١٥)، الدكتور قحطان المدفعي (٢٠١٦)، هشام منير (٢٠١٧)، معاذ الآلوسي (٢٠١٨). و منذ عام ٢٠١٩، ضمت الجائزة معماريين من الشرق الأدنى و شمال افريقيا، و قد قُدمت في ذلك العام للمعماري الفلسطيني-الأردني، الدكتور راسم بدران.
جائزة تميُّز برعاية: جامعة كوفنتري، مجلس الأعمال العراقي في الأردن، مؤسسة مكية الخيرية، شركة ديوان- معماريون و مهندسون، اياد التحافي للعمارة، بون أير المحدودة، الخطوط الجوية البريطانية، فاينل فيكس للتصميم الداخلي، JT و شركاه، LWK و شركاه، الميثاق العالمي للأمم المتحدة- شبكة العراق.