يقدم مؤسس جائزة تميُّز المعمارية، احمد الملاك، معلومات اكثر عن موضوع هذه السنة لجائزة ديوان المعمارية.
جائزة ديوان للعمارة هي جائزة عالمية تركز على تقديم تصاميم منبثقة عن التحديات في العراق، و قد أسُست هذه الجائزة في سنة ٢٠١٨ كجزء من برنامج جوائز تميُّز الذي يحتفي و يحتفل بأفضل الإنجازات في فن العمارة. و الجائزة تحمل اسم مؤسسة ديوان المعمارية و مدعمة من قبلها، و هي واحدة من المؤسسات المعمارية القيادية في العالم. تعلن الجائزة عن موضوع المسابقة السنوي لكل دورة، و تدعو المشاركين لكي يقدموا أفكارهم المعمارية التي تتناسب مع موضوع المسابقة.
موضوع جائزة ديوان ديوان لسنة ٢٠٢٠ هو “مجمع بيت الشباب في مدينة الصدر”، و هو حي في مدينة بغداد. تطلب المسابقة من المشتركين تصميم مجمع للشباب متعدد الانشطة مع ساحة عامة، و بذلك خلق مركز ثقافي شبابي و الذي من الممكن ان يحتضن مناسبات ثقافية و اجتماعية متعددة.
نحاورهنا مؤسس جائزة تميُّز المعمارية، احمد الملاك، للتحدث عن موضوع المسابقة لهذه السنة.
لماذا اختير موضوع مجمع بيت الشباب؟
لا يوجد في العراق اليوم مجمع شبابي ذوهدف ثقافي حقيقي- و ليس هنالك أي مشروع مشابه يتم العمل عليه الان او يتم التخطيط له. تفضل السلطات حالياً المشاريع التي تدر لمجموعات معينة الفائدة المالية على حساب مصلحة الناس، و اكبر ضحية لهذا السيناريو هم الشباب، بينما يتم تأجير النوادي الرياضية للمستثمرين ليتم تحويلها لعقارات تجارية. و مثال على ذلك، نادي الاعظمية الأولمبي و الذي قد استضاف في فترة من الفترات بعضٍ من اهم الانشطة الثقافية و المعمارية عذا الرياضية. و نحن نود ان نسلط الضوء على الحاجة لمثل هذه المساحات من خلال هذه المسابقة.
لماذا التركيز على مشروع يتناول هموم الشباب العراقي؟
تكون شريحة الشباب تحت عمر ال٣٥ ما يقارب ٦٥٪ من التعداد السكاني، و هذا يعني ان العراق يمتلك ٢٥ مليون شخص بعمر ال٣٥ و اصغر من ذلك. و قد نشأ هؤلاء الأشخاص خلال فترة زمنية تلت احتلال العراق في سنة ٢٠٠٣. فهو جيل انهكته الفوضى و الحرب و سقوط الأنظمة الاجتماعية. و بينما يواكب هذا الجيل أساليب الحياة التي تُمارس في مناطق أخرى في العالم من خلال الانترنيت و وسائل التواصل الاجتماعي، كوّنَ الجيل الشاب هذا قناعة تامة ان العراق يستحق وضع افضل بكثير من الوضع الراهن- و خاصة بالأخذ بنظر الاعتبار الموارد التي يمتلكها البلد إضافة للإمكانيات التي يمتلكها شبابه.
لماذا بغداد؟
لأنها المدينة ذات الكثافة السكانية الأكبر في العراق بالجيل الشاب.
هل هنالك امثلة عن بيوت أخرى للشباب في العراق لكي توفر معلومات اكثر عن المشروع، او ربما تلهم المشاركين؟
لم تبنى مراكز او بيوت للشباب في العراق منذ سنوات عدة، و هذا يجعل أي مثال متوفر عن ذلك في العراق هو مثال قديم. و لهذا السبب، نحن نعطي المشاركين الفرصة لخلق برنامج المشروع، مع بعض الاقتراحات من جانبنا.
لما تضمين ساحة عامة ضمن التصميم؟ كيف لساحة عامة التأثير على فكرة مشروع بيت الشباب؟
هنالك سببان لفكرة تضمين ساحة عامة في المشروع. السبب الأول هو ان تصميم بيت الشباب مع ساحة عامة بمركز استقبال لزوار من جميع مرافق الحياة و مختلف الخلفيات الثقافية سيكون منصة لتبادل الأفكار و التطلعات، مع وجود فرصة لأطلاق العنان لأفكارهم الإبداعية من دون حدود. اما السبب الاخر، فهو يتعلق بالتأثير الحضري- فالمدينة مصممة بشكل يفصل القطاعات المختلفة عن بعضها البعض. من خلال تضمين الساحة العامة، سيقدم المشروع مساحة مفتوحة مشتركة ستقوم بربط المنطقة المحيطة و تخلق متنفس للسكان.
ان تم اطلاق المشروع، كيف تعتقد ان مجمع بيت الشباب سيؤثر على المنطقة المحيطة؟
مجمع واحد في مدينة الصدر، التي يسكنها ٢ مليون مواطن على اقل تقدير، لن يكون التأثير الكبير لكنه ربما سيقدم نفحة امل لأكثر من ٢٥ مليون من الجيل العراقي الشاب بأن وجودهم يؤخذ بالحسبان.