يقدم المؤسس و المدير الإداري لشركة ديوان للاستشارات الهندسية، محمد الأعسم، معلومات اكثر عن جائزة ديوان لهذا العام.
اطلقت جائزة ديوان عام ٢٠١٨ كجزء من برنامج جوائز تميُّز الذي يحتفي و يميز افضل الإنجازات في مجال العمارة، و هي جائزة عالمية تركزعلى خلق تصاميم تستجيب للتحديات المحلية في العراق. و الجائزة تحمل اسم شركة ديوان للاستشارات الهندسية وبرعايتها ، و هي واحدة من اكبر ١٥٠ شركة معمارية في العالم. تعلن الجائزة عن موضوع المسابقة السنوي لكل دورة، و تدعو المشاركين لكي يقدموا أفكارهم المعمارية التي تتناسب مع موضوع المسابقة.
موضوع جائزة ديوان ديوان لسنة ٢٠٢٠ هو “مجمع بيت الشباب في مدينة الصدر”، و هو منطقة في مدينة بغداد. تطلب المسابقة المشتركين بتصميم مجمع للشباب متعدد الانشطة مع ساحة عامة، و بذلك خلق مركز ثقافي شبابي و الذي من الممكن ان يحتضن مناسبات ثقافية و اجتماعية متعددة.
نحاور محمد الأعسم، و هو المؤسس و المدير الإداري لجائزة ديوان، عن موضوع مسابقة هذه السنة، و لما يعتقد ان وجود هكذا مراكز هو امر مهم لمدينة الصدر؟
لماذا اخترت مدينة الصدر لمسابقة هذه السنة؟
تعاني مدينة الصدر، او مدينة الثورة او المدينة، من مشاكل حضرية كبيرة، مثل مشكلة الكثافة السكانية، و الخدمات غير الكافية، و ظروف الخدمات الصحية و المعيشية الضعيفة.
كان هدف التخطيط الأساسي للمدينة هو لتوفير السكن لعوائل نازحة و مهاجرة بدخول محدودة، والذين انتقلوا لبغداد بأعداد كبيرة من المناطق الريفية، بحثاً عن فرص حياة افضل. و لذلك، فأن المخطط الرئيسي لم يأخذ بنظر الاعتبار التركيب الاجتماعي، او روح المدينة، او احتمالية التزايد الكبير خلال فترة زمنية قصيرة جداً. استُخدمت منهجية التخطيط تصاميم سكنية متكررة و متجاورة لكي تمتص بين جدرانها العدد الكبير من المهاجرين بشكل سريع، فنتج ذلك عن مناطق مستدامة بشكل ضعيف بطرق ضيقة و مغلقة تربطها بمرافق عامة بسيطة جداً.
لماذا من المهم تصميم بيت شباب للمنطقة؟
سيرحب بيت الشباب و الساحة المجاورة له بالزوار و سيكون كمنصة لتبادل الأفكار و التطلعات، مع فرصة اطلاق العنان لأفكارهم الخلاقة من دون قيود.
تتراوح اعمار ٦٠٪ من نسبة سكان العراق (من ضمنها نسبة سكان مدينة الصدر) بين عمر ال١٥ الى ال٣٥ سنة، بينما تشكل نسبة من تتراوح أعمارهم بين ال١٥ و ال٢٤ نسة نسبة ٢٠٪ من سكان البلد. و قد نشأ هؤلاء الأشخاص خلال فترة زمنية تلت سقوط مدينة بغداد و احتلال العراق في سنة ٢٠٠٣. و هو جيل انهكته الفوضى و الحرب و سقوط الأنظمة الاجتماعية. و بينما يواكب هذا الجيل أساليب الحياة التي تتواجد في مناطق أخرى في العالم من خلال الانترنيت و وسائل التواصل الاجتماعي، كوّنَ الجيل الشاب هذا قناعة تامة ان العراق يستحق وضع افضل بكثير من الوضع الراهن- و خاصة بالأخذ بنظر الاعتبار الموارد التي يمتلكها البلد إضافة للإمكانيات التي يمتلكها شبابه.
جزء من طموحات و رغبات هذا الجيل من الممكن تحقيقها من خلال التواصل مع الاخرين في بيئة تعزز التحاور و الأنشطة الخلاقة. لهذا السبب، فأن فكرة بيت الشباب تندمج بشكل جيد مع فكرة الساحة العامة المجاورة. فالغرض هو خلق حاضنة إبداعية يستطيع الشباب العراقي فيها التواصل مع بعض، و استخدام الوسائل المتاحة في سبيل تغذية طاقاتهم الإبداعية.
لماذا تضمين ساحة عامة؟ كيف لهذه الساحة ان تضيف للمشروع؟
الساحة هي مساحة عامة حضرية من الممكن ان تُستخدم من قبل جميع سكان المدينة، مع الاخذ بنظر الاعتبار علاقتها بأسواق الشوارع المكتظة، و المساحات و البنايات العامة الأخرى في المنطقة. دمج بيت الشباب مع الساحة العامة مع السياق المحيط سيشجع التغيير بالمشهد الحضري للمدينة، و سيشجع كذلك اشكال جديدة من التفاعل الإنساني و التفاعل العام. سترسخ هذه الاشكال الجديدة إحساس الألفة الاجتماعية للمكان، و سيصنع ذلك بيئة حضرية آمنة و ساحرة و مفعمة بالحياة.
ما هي العناصر المهمة التي يجب على بيت الشباب اعتبارها؟
يجب ان يتناول تصميم بيت الشباب الحوار الذي يشجع مرتادي المكان على ممارسة مساحات مناسبة لأنشطة متعددة، و بذلك خلق مساحة شبابية ثقافية و منصة عامة تستطيع استضافة مناسبات ثقافية و اجتماعية مختلفة.
يجب على المشروع تشجيع المناسبات الثقافية و العامة العفوية، و كذلك الفعاليات و التجمعات المنظمة ببيئة آمنة و مرحبة.
ما هي الأمور المهمة التي يجب معرفتها عن موقع المشروع؟
يحاذي موقع المسابقة سوق مشهور يُدعى سوق مريدي، و الذي يقع في مركز المدينة. يمتد السوق لحوالي ١،٥٠٠ متر بمحاذاة الطريق الرئيسي الواسع بعرض ٦٠ متراً، و هو في حالة توسع مستمرة. يحظى السوق بشعبية لا تُصدق، و تتوفر به العديد من المنتجات، بما في ذلك السلع النادرة، او احياناً الممنوعة.
لطالما كانت متاجر التجزئة و الاكشاك التي تملأ سوق مريدي عقبة رئيسية امام حركة المرور في شريان المدينة المركزي، و قد انتشرت هذه المحلات بشكل ملحوظ بعد سنة ٢٠٠٥، مُشّكلة بذلك عائق تام في الشارع الرئيسي، و الذي نقترح ضمن مشروعنا بتحويله الى منطقة عامة للمشاة من خلال تحويل جزء من مسار مرور العربات القريب من موقعنا الى تحت الأرض.
يقع موقع المسابقة ضمن أجزاء من القطاعات ٣٤ و ٤٣ من المدينة. تحتل البنايات العامة الجزء المخصص من قطاع ٣٤ حالياً، بما في ذلك دائرة البريد، بينما يحتل الجزء الاخر من المسابقة في قطاع ٤٣ وحدات سكنية و محلات و جامع و مركز رعاية صحي.
كيف لبيت الشباب التغيير او التأثير على البيئة الحضرية لمدينة الصدر؟
مع رؤية تصميم مشروع جمالي، متفوق تقنياً، حضري، و مستدام بيئياً، طموحنا هو ان يجد هذا المشروع الصدى و التأثير في خطط التطوير المستقبلي للمدينة.
سيتم دمج الساحة العامة كلياً مع بيت الشباب، مما يجعل كلتا المساحتين (الساحة العامة و أرضية بيت الشباب) مكملات لبعضهما البعض، و خاصة خلال المهرجانات و المناسبات العامة، و مصممة لاستيعاب المناسبات العامة الكبيرة. سيشكلان معاً معلماً بارزاً في المدينة، ليس بالتصميم والشكل فحسب، بل بالوظيفة اولاً و اخراً.
اعرف اكثر عن مسابقة بيت شباب المدينة.