للمساجد في المدن الإسلامية مكانتها، فالمسجد هو المبنى الأهم في مدن الشرق الأوسط ومناطق أخرى ذات الأغلبية المسلمة. تأتي مكانة المسجد تاريخياً من كونه دار عبادة للمسلمين، ومعمارياً وسياسياً واجتماعياً لأسباب أخرى تأتي كلها نتيجة للسبب الأول، المقالة تتحدث عن معضلة مكانة المسجد في مدن الشرق الأوسط في القرن العشرين.
Joinedيونيو 8, 2020
Articles53
”تصدّع الجمال الأنثوي“ كتاب يُقرأ بأكثر من طبقة (Layer)، لرصد أمزجة المدن، سير الفنانين والمعماريين، نظرياتهم وغرامياتهم، وبورتريهات الجميلات اللواتي دخلن التاريخ، وحكمن الجغرافية:” المدينة التي لا تعترف بفينوساتها مآلها الكآبة المزمنة“.
حين نودّ الحديث عن إنسانٍ تركَ بصمةً في حياتنا، لن يكون من السهل اختصار الأمر بالكلمات، وحين يكون الحديث عن خالد السلطاني لن يبدو الأمر سهلاً بالنسبة لي. ولكن، ربّما سيكون الأمر أقلَّ صعوبة لو بدأت بالحديث عن أوّل يوم لي في دراستي الجامعية.
فاذا كانت رواية يوليسيس لجيمس جويس، تخبئ بين سطورها شفرة مدينة دبلن، حتى قيل إنها لو محيت من الوجود، فسيعاد بناؤها انطلاقاً من جولتي بطليها ليوبولد بلوم وستيفن ديدالوس في الرابع من حزيران ١٩٠٤، فإن صورة بغداد الحداثية مخبؤه في عدسة خالد السلطاني وكتاباته.
العمارة إحدى أوجه الثقافة والإنتاج البشري، وهي تتأثر بالظروف السياسية والاجتماعية مثلها مثل أي فن آخر؛ وكما أن سلامة اللغة ليست أساسية للعمل الأدبي، والمهارة ليست مهمة للرسم، فإن التسخيف يصل للعمارة من أوجه كثيرة،
عادة ما يكون النظر لتراثنا المعماري بنظرةٍ تسودها العاطفة المصحوبة بالتمجيد والوقار. ولربما هذه نتيجة طبيعية بفعل طبيعة الانسان المرتبطة بفكرةِ الاصل
بالنسبة لي، فإن الدكتور خالد السلطاني، هو مؤسسة وليس فرداً. لا أقصد فقط الجانب الكمّي والنوعي بمساهماته وأعماله المكتوبة والمشيّدة، بل أيضاً عن الاحتواء والمساندة بالروح التربوية التي تمنح الآخرين الدعم بسخاء حب المهنة ورغبة المنح للارتقاء بها، بدوام اشاعة ثقافتها وتهذيب حواراتها.
يتحرك الفكر المعماري وفلسفته في فضاءاته الخاصة بعيدا ً عن القاريء العادي – إن صح القول – فلا يقتحم هذه الكتابات / القراءات الا المتخصصين فيها أو بعضهم، ويحجم الاخرون عنها. غير أن كتابات السلطاني أستطاعت بسلاستها أن تكسر هذه الحواجز لتكون مرتعا ً خصبا ً لقراء ٍ من توجهات شتى.
هذه المقالة في ثمانينية الصديق والزميل خالد السلطاني، هي مجرد امتنان ودعاء له بالصحة والسلامة والنتاج الوافر. من مفردات السلطاني "المنتج الثقافي المعماري"، نعم لا ادعه يحتكر هذه التسمية، فأبو الوليد كان اول من وضع هذه التسمية وهذا التنويه، التعريف بمجموعة منتخبة انتخبها هو لأمور هو يختارها، وعرفها على قراء الصحافة اهل المعرفة.
احياناً، يبدي المرء اعجابه بأمور، قد لا يكون، من السهل بمكان، إيجاد مبررات مقنعة تفسر ذلك الإحساس بصورة موضوعية. اذ قد يكون مصدر ذلك الإحساس راجعا الى عوامل مختلفة وعديدة، ذات صلة بذات المرء المعُجب وبنوعية ذائقته الجمالية، وبتطلعاته الشخصية، وافتنانه الشخصي بأشكال محددة، هي التي تستدعي لديه أفكارا وتصورات ومراحل معينة قد يكون مرّ بها في سيرورة حياته.